الاستثمار في الأسهم يعتبر من أكثر الخيارات الاستثمارية شهرةً، بسبب أنها تعطي عائدا جيدا، وتسمح بالاستثمار فيها برؤوس أموال بسيطة وبخبرة ضعيفة. يعمل سوق الأسهم بنفس الطريقة التي يعمل بها المزاد حيث يتفاوض المشترون والبائعون على السعر الذي يكون ملائماً لكل منهم لمبادلته بأصل، والذي يمثل في هذه الحالة أسهم الشركات.
تعرف أكثر على تداول الاسهم
ويعد التساؤل بخصوص هل تداول الأسهم يعتبر مربحاً أم لا، يأتي ثاني أكثر الأسئلة شيوعاً وهو التساؤل حول قيمة المبلغ الذي يمكن بدء التداول من خلاله، يتحمس البعض للأمر ويفضلون البدء بإيداعات مرتفعة نسبياً اعتقاداً بأن هذا يزيد فرصهم في جني أرباح أكبر وأسرع، إلا أن ذلك الأمر يُناقض نصائح تداول الأسهم للمبتدئين المُقدمة من ذوي الخبرة، والتي يأتي في مقدمتها ضرورة البدء من خلال مبالغ بسيطة وذلك لعِدة أسباب:
هناك 4 أنواع من التعاملات التي يقوم بها المستثمرون مع سوق الأسهم:
1 – استثمار طويل الأجل
يعتبر من الأساليب الاستثمارية الأكثر استقرارا، حسب دراسة قامت بها شركة الوساطة الأميركية Fidelity حول المحافظ الاستثمارية التي حققت أداء ممتازا. اكتشفوا أن أفضلها من كان أصحابها قد ماتوا أو أنهم نسوا أن لديهم محافظ استثمارية لدى الشركة. والتفسير أن بسبب تحيزاتنا السلوكية، غالبًا ما نجد أنفسنا نشتري بسعر مرتفع ونبيع بسعر منخفض.
وهناك عدة نماذج من الاستثمار طويل الأجل:
- الاستثمار التراكمي: أن تقوم بضخ استثمار في أسهم شركات قوية ثم تقوم بضخ جزء من راتبك الشهري وليكن %10 من راتبك بالشراء في نفس الأسهم بشكل شهري. ثم تقوم بإعادة استثمار توزيعات أرباح هذه الشركات بالشراء في نفس الاسهم، وتلتزم بهذه الطريقة عدة سنوات.
لو عملت بهذه الطريقة التي ينصح بها وارن بافيت بشدة، الذي يقول ان سبب نجاحي الاستثماري أني أعيش في الولايات المتحدة مع القليل من الحظ و اني اعتمد طريقة العائد التراكمي. لنفترض أن رأسمالك 100 ألف دولار بعائد سنوي %10 بعد 74 سنة ستصبح ثروتك 115 مليون دولار. من دون إدخال أي مبلغ إضافي، فقط الـ100 ألف الدولار الأولى.
- أسهم العوائد: هناك نوعية من المستثمرين يفضلون الحصول على توزيعات الأرباح بشكل دوري بدلاً من إعادة استثمار رؤوس أموالهم في نفس الأسهم. وبالتالي يختارون الشراء في شركات تعطي عوائد وتوزيعات دورية كل ربع سنوي أو نصف سنوي أو سنوي. تعرف هذه الاسهم اسهم العوائد أو أسهم الدخل وتعطي أحياناً عائدا أكثر من %20 سنوياً.
- أسهم القيمة: هي أسهم الشركات التي يتم تداولها في السوق أقل من سعرها الفعلي عند النظر إلى أساساتها. مثل توزيعات الأرباح، وإجمالي الإيرادات، أو المبيعات أو القيمة العادلة للسهم. أو انخفاض قيمة السهم مقابل القيمة الدفترية. ومقارنتها مع الشركات الآخرى. يقوم بعض المستثمرين بالشراء فيها على أمل أن يرتفع سعرها مستقبلاً.
2 – أسهم النمو
أسهم الشركات ذات الأرباح التي تتزايد بسرعة. بحيث إنها لا تقوم بتوزيع أي أرباح للمساهمين وإنما تقوم بإعادة استثمار هذه الأرباح في توسعة نشاطاتها الاستثمارية، فتتضاعف قيمة السهم. غالباً ما تركز الشركات التقنية على هذه الطريقة.
مثال شركة أمازون لم توزع أرباحاً منذ طرحها 1997، رغم أن عوائدها السنوية تتجاوز 348 مليار دولار. لكن بسبب اعتمادها على طريقة النمو الرأسمالي تضاعفت قيمة السهم 2253 ضعفاً. بمعنى لو استثمرت 1000 دولار عام 1997 أصبحت الآن 2.253 مليون دولار.
3 – المضاربة
تعتبر من أشهر التعاملات اليومية للمستثمرين، فالأسواق تنتعش بالسيولة المتدفقة من أموال المضاربين، هذه الوسيلة تعتبر عالية المخاطر، لكنها مربحة جداً ومفضلة عند الكثير من المستثمرين لأنها الوسيلة الأشهر لتعظيم قيمة الثروة.
يستفيد المضاربون من صعود قيمة أسهم الشركات وانخفاضها. حيث إن هدفهم هو الاستفادة من الحركات القصيرة الأجل للأسعار. ويعتمدون على برامج كمبيوتر سريعة جداً لإجراء عمليات التداول بالأسهم لأجزاء من الثانية؛ فالمضاربون يركزون على سعر السهم. وليس على النشاط التجاري للشركة، حتى لو كانت شركة خاسرة و معرضة للإفلاس، فالمضاربة لا تأبه بالمركز المالي أو وضع الشركة. هناك أنواع عديدة من المضاربين:
- المضاربة اللحظية: وهذا يعني أنهم قد يبيعون ثم يشترون سهماً في غضون خمس دقائق. ويعتمدون أحياناً على التداول الآلي بادخار متغيرات بالشراء والبيع بمواصفات محددة.
- التداول اليومي: عدم الاحتفاظ بالأسهم لأكثر من يوم.
- التداول المتأرجح: الاحتفاظ بالأسهم لمدة أسبوع إلى أن يتم الوصول إلى السعر المستهدف.
- المضاربة الإستراتيجية: الاحتفاظ بالسهم لمدة شهر أو شهرين بسبب وجود أخبار إيجابية ستساعد على ارتفاع قيمة السهم، مثل خبر الاستحواذات أو الحصول على عقود.
- مضاربة توزيع الأرباح: بعض المستثمرين يشترون أسهم شركة قبل حلول موعد أحقية توزيع الأرباح النقدية. ثم يقومون ببيع السهم خلال يومين أو ثلاثة فيكونون مستحقين للربح.
4 – المستثمرون المحترفون
يشمل ذلك الصناديق الاستثمارية وصناديق المؤشرات والتحوط وشركات السمسرة. التي تجمع الأموال من المستثمرين للقيام بعمليات تداول نيابة عنهم مقابل رسوم اشتراك. وتملك هذه الجهات فرق عمل احترافية تقوم بتشغيل هذه الأموال في أسواق الأسهم لتحقيق أكبر قدر ممكن من العوائد.
الاستثمار الطويل الأجل يتميز بالاستقرار في التعامل معه ويناسب كثيراً المتقاعدين أو المستثمرين الذين لا يملكون الخبرة أو الوقت للتعامل مع سوق الأسهم. بينما أسهم النمو تقدم أداء جيداً أوقات الازدهار الاقتصادي. وقد ينمو سعر السهم ليحقق ثروة لصاحبه في حال اختار أسهماً لشركات تملك ميزة قوية في السوق، بينما أسهم المضاربة فهي الأكثر فرصة لتضخيم استثمارك. لكن كما أنها تعطي أرباحاً قوية، فهي قد تكون سبباً لخسارة معظم أموالك. فهي عالية المخاطر، أما الاستثمار مع الصناديق الاستثمارية فهو مريح للمستثمر العادي. لكنه يعطي عائداً ضعيفاً بسبب المبالغة في الرسوم.